تقرير: موقع الطيرة
اعترف بانني مدمن على هضبة الجولان من جنوبها وشمالها ففي كل مكان فيها تستمتع بها عيونك فجمالها الطبيعي يجذب اليها محبي الطبيعة واصحاب الذوق الذين يبحثون عن مكان يستطيع الاستراحة دون ازعاج، نعم هناك من يعشق الطبيعة والجولان هو المكان الملائم لهم.

ازور مجدل شمس كثيرا في السنوات الاخيرة ولا اعرف لماذا تجذبني تلك البلدة الرائعة المميزة ففيها روح غريبة ترحب بالزائرين وتجذبهم للعودة اليها من جديد، هل هو مناخها ام سكانها الذين يستقبلون الزوار بكل حرارة ومحبة اما كونها سورية عربية اصيلة؟؟؟ وحتى الان لا املك الاجابة ولكن اهم ما فيها بانني اعشقها.
في احدى ايام نهاية الاسبوع اتصلت بصديقي سامر منصور وقلت له “طالع للمجدل تعال نعمل تقرير عن هالبلدة” وبالطبع استجاب لطلبي وخرجنا الى الطريق واستمرت تقريبا الساعتين فقد قمنا بالتجول ببعض الاماكن في الهضبة فجمالها بعد الامطار الاولى وخضارها يحبس الانفاس وفي كل مكان يوجد شي جديد وجميل.

رية مجدل شمس هي أكبر قرى إقليم البلان في الجولان تقع على السفح الجنوبي لجبل حرمون وحاليا تقع تحت سلطة اسرائيل عدد سكانها حوالي 15.000 نسمة تقريبا ترتفع عن سطح البحر حوالي 1200 م ,إبان الحكم العثماني كانت مجدل شمس مع سائر إقليم البلان تابعة لمحافظة جبل لبنان قضاء راشيا، وبعد الانتداب الفرنسي أصبحت تابعة لمحافظة دمشق سوريا.
تسميتها تعود إلى العهد الفينيقي وتعني بالعربي “برج الشمس” حيث وجدت آثار لمعبد فينيقي لتقديس إله الشمس ومعصرة زيتون, ويعتقد بأن الملك حيرام ملك صور هو من أمر ببناء معبد للشمس في هذا المكان بعد أن كان في رحلة صيد على جبل حرمون. وبعد العهد الفينيقي تحولت إلى خربة وبقيت مهجورة حتى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي حيث وصل إليها عبر فلسطين ثلاثة إخوة من آل فرحات وهم من أصول مصرية، وبعد دخول المماليك بقيادة الظاهر بيبرس إلى مدينة صفد هاجرت بعض العائلات الأخرى من الدروز والمسيحيين الأرثوذكس إلى مجدل شمس وأكبر هذه العائلات كانت عائلة صفدي وعائلة شحاذه، وفي منتصف القرن الثامن عشر وصلت إلى مجدل شمس عشائر أخرى قادمة من جبل لبنان بعد خسارتها في معركة عين دارا والحرب الأهلية الدامية بين الشهابيين والمعنيين من دروز لبنان، وكان من أكبر تلك العشائر آل أبو صالح التي تعود أصولهم إلى حلب والقبائل الحمدانية، والآن عائلة أبوصالح هي أكبر العائلات في مجدل شمس.

بعد حرب 1967 احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان بما فيها مجدل شمس وما زالت خاضعة للاحتلال. حاولت سلطة الاحتلال عام 1982 فرض الجنسية الإسرائيلية بالقوة على سكانها وسكان القرى الأخرى في الجولان ولكنها فشلت بسبب التفاف السكان حول القيادة الروحية التي أصدرت فتوى بتكفير ومقاطعة كل من يقبل الجنسية الإسرائيلية، وقامت القوات الإسرائيلية بمحاصرة قرى الجولان وبخاصة مجدل شمس لمدة تزيد على ستة أشهر ومنع دخول الغذاء والدواء للمواطنين، ولكن ذلك لم يزد المواطنين إلا صلابة ورفض لمطالب الاحتلال ورفع العلم السوري وإصدار وثيقة رسمية باسم جميع السكان يعلنون فيها تمسكهم بجنسيتهم العربية السورية ورفضهم للاحتلال. وفي شهر يوليو 2010 اضطرت الشرطة الإسرائيلية إلى الانسحاب من مجدل شمس إثر مواجهات مع الأهالي في محيط أحد المنازل الذي اقتحمته لتفتيشه، مما أغضب السكان ودفعهم إلى محاصرة أفراد الشرطة واحتجازهم مما دفع الجيش الإسرائيلي للتدخل، وتم ألإفراج عن أفراد الشرطة المحتجزين بعد أن حصل وجهاء القرية على ضمانات بعدم تكرار مثل هذه المداهمات من قبل الشرطة واحترام حرمة البيوت والسكان المدنيين.
انصحكم في المرة القادمة وعندما تريدون السفر والاستمتاع سافروا الى هضبة الجولان ففيها الكثير وجمالها رائع وخاصة في هذه الايام.
















